ركب زيد بن ثابت الخزرجى الأنصاري- رضي الله عنه- فدنا عبدالله بن العباس ليأخذ بركابه فقال: لا تفعل يا ابن عم الرسول الله صلي الله عليه وسلم فقال: هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا، فقال زيد: أرني يدك فأخرج يده فقبلها زيد بن ثابت ثم قال: هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا عليه السلام ما أروع هذه النفحات ! وما أحسن هذه الآداب!
أدب العباس- رضي الله عنه- عم رسول الله صلي الله عليه وسلم:
سئل سيدنا العباس: من أكبر؟ أنت أم رسول الله صلي الله عليه وسلم أي سنا فقال: رسول الله أكبر ولكني ولدت قبله0لاعجب ولا غرابه أن حصلت هذه الآداب ممن تربى ودرس في مدرسة رسول الله صلي الله عليه وسلم0
أدب الخلفاء مع العلماء:
كان أبو معاوية الضرير أحد العلماء البارزين في عهد الرشيد، قال: أكلت مع هارون الرشيد يوما فصب علي يدي رجل لا أعرفه، فقال الرشيد: أتدري من صب علي يدك الماء؟ فقلت: لا، فقال له أنا إجلالا للعلم، فرد عليه بما يستحق به من الفضل والثناء، وقال معاوية أيضا، ما ذكرت رسول الله صلي الله عليه وسلم عند الرشيد إلا قال: صلي الله على سيدي رسول الله0
أطيب الطيب عرق الحبيب:
روي أن النبي صلي الله عليه وسلم نام في دار أنس بن مالك الخزرجى خادمه الذي يخدمه فعرق جسمه الطاهر، فجاءت أم أنس بقارورة تجمع فيها عرقه الشريف فسألها صلي الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقالت: نجعله في طيبنا فهو من أطيب الطيب وصدق أنس- رضي الله عنه- حيث قال: ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من كف رسول الله صلي الله عليه وسلم وما شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلي الله عليه وسلم0